معظم المشاريع الاستثمارية في الاندية الاوروبية لا تصل الي القمة بسهولة ولا تتربع علي العرش كثيراً، تظل دائماً في صعود وهبوط، تظل دائماً في حالة عدم أستقرار دفع مبالغ طائلة في لاعبين لا يستحقون، يتم تغيير المدربين كل موسم وأوقات في منتصف الموسم، يفوزون بالدوريات المحلية فقط ولا يصلون بعيداً في بطولات أوروبا، وهكذا ...
ولكن نحن أمام مشروع عربي أماراتي يُدرس، لم يستعجل الصعود الي القمة، في صيف 2008 تم الاستحواذ علي مانشستر سيتي وانتقال ملكية النادي لـ ( الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ) وتم تعيين الايطالي ( مانشيني ) مدرباً للفريق، تعاقدوا مع كوكبة من المع النجوم ( روبينهو من ريال مدريد، أجويرو من أتليتكو مدريد، سيلفا من فالنسيا، تيفيز من اليونايتد ) لتثبت أن الإدارة بالفعل كان تملك مشروعا طموحا بأهداف ذات قيمة .
ونتيجة للتدعيمات القوية، تحول مانشستر سيتي بشكل سريع من فريق يهدف للبقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز إلى منافس على اللقب، وفي موسم 2011/12 حصلوا علي لقب البريميرليج من مانشستر يونايتد ( فيرجسون )
ثم تم تعيين التشيلي ( مانويل بيليجريني ) الذي فاز بالبريميرليج في موسمه الاول ووصل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا !
الاستثمار القوي ليس فقط الفوز بالدوري كل سنتين أو ثلاثة مرة، بل بناء تاريخ لهذا النادي، بناء سياسة لعب وأسلوب كما فعل كرويف مع برشلونة، ولهذا كان يجب التعاقد مع أفضل مدرب يستطيع القيام بتلك المهمة (( بيب جوارديولا ))
أعطوا له كل شئ، كل الصلاحيات له وحده، شراء وبيع اللاعبين، وفروا له كل سبل النجاح، لا يوجد ضغط للفوز بالبطولات، خسر الموسم الاول البريميرليج حاول الاعلام التقليل من عمله وأن اسلوبه لا ينجح في انجلترا لانها ليست أسبانيا & ألمانيا، ولكن الادارة لم تستمع لكل هذة الترهات، وأستمروا في دعم ( بيب ) بكل الطرق والوسائل لتنفيذ مخططاته، ثم فاز بالبريميرليج سنتين علي التوالي 2017/18 & 2018/19 والافضل أنها بأسلوبه وطريقة اللعب التي زعموا انها لن تنجح في أنجلترا، ثم بدأوا الحديث في فشل الفوز بـ دوري أبطال أوروبا !
والادارة مرة أخري وقفت في ظهر ( بيب ) وأعطوا له كامل الدعم أننا سنفوز بها عاجلاً أو أجلاً، المهم نجاح الفريق في الوصول الي المستوي المطلوب، خسر لقب البريميرليج عام 2019/20، وخسر نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2020/21
ثم فاز بثلاثة ألقاب بريميرليج علي التوالي أعوام 2020/21، 2021/22، 2022/23
فاز بـ5 القاب من أصل 7، أحتل البريميرليج في 7 سنوات، أصبحت العقدة في دوري أبطال أوروبا والصرف المبالغ به ( صافي صرف مانشستر يونايتد & تشيلسي منذ تعيين جوارديولا أكثر من مانشستر سيتي ) والان رضخت أخيراً وفاز بها !
# ماذا بعد ؟!
مشروع مانشستر سيتي مستمر مع/بدون جوارديولا لانه بني لهم قاعدة رائعة وثابتة يستطيعوا أستكماله بكل قوة،،،
أما جوارديولا هو الان في أفضل مكان حيث الدعم اللانهائي من الادارة، تنفيذ كل طلباته في السوق، صلاحيات كاملة علي اللاعبين، فريق قوي قادر ان ينافس علي المستوي المحلي والاوروبي لسنوات وسنوات لماذا يفكر في الرحيل؟! علي جوارديولا أن يستمر ويحصد ثمار مع زرعه يفوز بأكثر عدد ممكن من ألقاب البريميرليج ويحاول مرة أخري الفوز بـ دوري أبطال أوروبا هو يستحق ذلك !